الباسلة
تشهد المعالم الأثرية والسياحية بمدينة الأقصر، حالة من الزخم والإقبال السياحي الكبير من الأفواج القادمة من أوروبا، قبل أسابيع من الموسم السياحى الشتوى رسمياً، حيث يتوافد السياح للإستمتاع بسحر الطقس المعتدل فى تلك الأيام والتقاط الصور التذكارية داخل الأروقة وبين أعمدة المعابد الأثرية المصرية القديمة.
ومن المتوقع أن يكون الموسم السياحى الشتوى هذا العام الأفضل فى تاريخ السياحة بالأقصر من التسعينات، وذلك بفضل ومجهودات الحكومة ووزارة السياحة والآثار فى التحرك بخطوات جدية بسلسلة دعم ضخمة للعاملين بالقطاع السياحى لإنجاح الموسم الجديد، وهو ما ظهر جلياً في الموسم الصيفي الذي ارتفعت به أعداد زيارات السائحين بصورة تليق بمدينة الآثار الأولى فى العالم، حيث توجد حالياً لدى غالبية الشركات السياحية فى الأقصر والفنادق حجوزات من غالبية دول العالم، وذلك على الفنادق الثابتة والعائمة قبل دخول الموسم السياحي الجديد، والتى من المقرر أن تتخطى أرقام السنوات الماضية بصورة كبيرة وتزيد بأكثر من 20% عن الأعوام الماضية.
وفى قطاع البالون الطائر حققت رحلات البالون الطائر التى تخرج غرب محافظة الأقصر، أعلى معدلات لخروج الرحلات فى يومين منذ تأسيس نشاط البالون فى الأقصر، حيث خرجت 142 رحلة أقلت على متنها حوالى 3213 سائحا، حيث تعتبر رحلات البالون الطائر مغامرة لها طابع خاص وعشق كبير فى قلوب ملايين السياح، فهي تنطلق من غرب محافظة الأقصر بصورة يومية، وتجذب قلوب جميع الأفواج السياحية التي تزور الأقصر عاصمة الحضارة المصرية القديمة، ويتهافت الجميع على حجز رحلاتهم فى البالون الطائر دون تردد فهو يحمل سحر خاص لهم.
وقال العميد عمرو عاطف مدير أرض مطار البالون بالأقصر في لقاء صحفي ، إنه خلال رحلات البالون يحلق سياح العالم فى الرحلات فى إرتفاع من 1200 قدم وحتى 1500 قدم للاستمتاع بسحر المشهد من السماء للطبيعة الساحرة والمعالم الأثرية والسياحية شرقاً وغرباً فى عاصمة مصر القديمة الأقصر، وتضم محافظة الأقصر حالياً 19 شركة تعمل فى خدمة السائحين عبر البالون الطائر، ويوجد لديها 8 موديلات من باسكت البالون والتى تضم حمولة تبدأ من 2 ركاب و6 و12 و16 و20 و24 و28 و32 راكب.
ويضيف عاطف ، إن تستعد الشركات تستعد فجراً للحصول على إشارة البدء بالتجهيز من الشركة المصرية للمطارات ويتم بدء ملء البالونات بالهواء البارد ثم الهواء الساخن، ويتم عمل فحص شامل من المصرية للمطارات لكل بالونة والتأكيد على إجراءات السلامة المهنية والسلامة الشخصية للسياح، وكذلك ضرورة ارتداء الكمامات قبل الإقلاع لحماية الجميع من العدوى بعد أزمة كورونا، ويتم البدء فى الإقلاع للسماء وتصل الرحلات لارتفاع 650 متر بحوالى 2000 قدم من سطح البحر، وتكون الرحلة من حوالى 20 لـ40 دقيقة، موضحاً أنه يتم الاستمتاع بمعابد الملكة حتشبسوت ومدينة العمال ومعبد الرامسيوم وتمثالى ممنون وشريط النيل والزراعات من الأعلى.
ومن جانبه يقول محمد عبد القادر خيرى نائب محافظ الأقصر، أنه يجرى الاستعداد على قدم وساق فى كافة المناطق التى تخدم الأفواج السياحية خلال الموسم الجديد، وتم التعاون مع مسئولى وزارة السياحة والآثار، وتم تشكيل عدد من اللجان للتفتيش والمرور على المنشآت الفندقية والسياحية بالمحافظة، للتأكد من مدى التزامها باشتراطات السلامة الصحية ومستوى جودة الخدمات المقدمة بها، بالإضافة إلى الإستمرار في أعمال إعادة تقييم المنشآت الفندقية بالمحافظة وفقًا لمعايير التصنيف الجديدة (HC)، كما تم التأكيد على استمرار الوزارة في تقنين أوضاع الذهبيات النيلية وضمها تحت إشراف الوزارة.
ويضيف نائب محافظ الأقصر، إنه بالنسبة لتطوير مدينة الأقصر، فقد تم عمل حملة شاملة لتطوير المدينة عبر رفع كفاءة وترميم بلاط الإنترلوك بالمنطقة المحيطة بمعابد الكرنك وصولاً حتى منطقة نجع أبو عصبة للحفاظ على المظهر الحضاري لمدينة الأقصر، وذلك بناءاً على توجيهات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، لرؤساء المراكز والمدن بضرورة المتابعة الميدانية المستمرة والعمل على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، وشملت أعمال تجميل المدينة أمام الأفواج السياحية العمل فى تطوير ورفع كفاءة جدارية مطار الأقصر الدولي، حيث تتم أعمال إحلال وتجديد لمجسم الجدارية بشكل حضاري من خلال تزويدها بكشافات إنارة حديثة.
وأوضح محمد عبد القادر خيرى، إن الأقصر استقبلت مؤخراً زيارة لمتابعة التجهيز للموسم الجديد من قبل أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، تفقد خلالها آخر مستجدات مشروع ترميم بعض المقابر الأثرية بمنطقة وادي الملوك بالأقصر، وقام الوزير بتفقد أعمال الترميم والصيانة الخاصة بمقبرة الملك رمسيس التاسع، أحد ملوك الأسرة العشرين للوقوف على آخر مستجدات الأعمال بها ضمن خطة المجلس الأعلى للآثار الشاملة لترميم جميع المقابر الموجودة بالبر الغربي منها مقابر وادي الملوك والملكات ودير المدينة والأشراف، كما تفقد مركز الزوار الخاص بالمنطقة وتابع تنفيذ منظومة الدفع غير النقدي المطبقة بمنافذ بيع تذاكر دخول المنطقة الأثرية، والتأكد من كفاءة وفعالية إدارة وسير العمل بالمنظومة ومدى قدرتها على تحسين التجربة السياحية، حيث أن هذه المنظومة تعمل على التأكد من تدفق هذه الأموال داخل الاقتصاد القومي من خلال النظام المصرفي وانتقال سعر وقيمة التذاكر يكون من خلال النظام المصرفي وحسابات الشركات السياحية داخل البنوك المصرية، وأكد الوزير على أهمية هذه المنظومة والتي ساهمت بشكل كبير في التأكد من أن المعادل الدولاري يتخذ مساره في القطاع المصرفي المصري، مع الالتزام بتقاضي السعر بالعملة المحلية إيمانا بقوتها واحتراما لها.
فيما انطلقت مبادرة جديدة تهدف إلى حث الأجانب على إقامة حفلات زفافهم في المناطق الأثرية والسياحية في الاقصر بالمجان، وذلك برعاية الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، حيث تم عمل منصة لتلقى طلبات الراغبين في الإحتفال بزفافهم بعدة لغات، وهى الإنجليزية ، الألمانية ، الإيطالية ، الإسبانية وسيتم إضافة عدة لغات خلال المرحلة المقبلة.
ويقول الخبير السياحي محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن المبادرة تتم بالتنسيق والتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بقيادة الدكتور مصطفى وزير الأمين العام للمجلس، وتهدف لجذب نمط سياحي جديد من الراغبين في بداية حياتهم الزوجية من أهم مدينة أثرية في العالم مما ينعكس على حركة السياحة الوافدة للأقصر، حيث أن من يسجل بالمنصة سيحصل على العديد من المميزات والهدايا أهمها إقامة حفل الزفاف بمعابد الأقصر أو الكرنك أو الدير البحري مجانا ، والحصول على إقامة مجانية كاملة لمدة ثلاث ليال في أحد الفنادق السياحية المميزة، وكذلك على هدية فرعونية صممت خصيصاً لهذا الحدث وهى وثيقة الزواج على بردية فرعونية فضلا عن الهدايا الأخري.
ويضيف رئيس لجنة السياحة الثقافية، أن عدد حالات الزواج التي تمت في الأقصر منذ بداية العالم بلغت 22 حالة، بينما منذ بداية هذا العام هناك 78 طلب لسياح يرغبون في إقامة حفل زفاف أو خطوبة أو الاحتفال بذكرى زواجهم في المناطق الأثرية، مشيرًا إلى أن الاستقرار الذي تشهده مصر جعل جميع دول العالم ومنها الصين وأمريكا اللاتينية يسعون للاحتفال بهذه المناسبات في مصر، ونوه بأن سياحة الزفاف توجد في كثير من دول العالم، وهناك شركات سياحة متخصصة في هذا الأمر، موضحًا أن هذا النوع من السياحة يقوم به أثرياء ومستوى انفاقهم يعادل 8 أضعاف السائح العادي.