الأحد , 6 أكتوبر 2024
الرئيسية » الأسرة والطفل » وزير الصحة: مصر تحتفل بحصولها على الشهادة الذهبية كأول دولة فى العالم خالية من فيروس سى

وزير الصحة: مصر تحتفل بحصولها على الشهادة الذهبية كأول دولة فى العالم خالية من فيروس سى

الباسلة

أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، مساء الإثنين، أن اليوم يعد تتوجيًا لمصر، لاحتفالها بالحصول على الشهادة الذهبية لإكمال مسار القضاء على التهاب الكبد “الفيروسى سي”، وذلك بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وعدد من الوزراء المصريين والعرب ودول اقليم شرق المتوسط والسفراء وممثلى المنظمات الدولية، بمنطقة أهرامات الجيزة.

وقال وزير الصحة والسكان -خلال كلمته- إن المصريين جميعًا يحتفلون بإنجازٍ غير مسبوق فى تاريخ دولتنا العظيمة جمهورية مصر العربية، بحصول مصر على الشهادة الذهبية لإكمال مسار القضاء على “فيروس سي”.

وأوضح “عبدالغفار” أن الحضارة المصرية لم تقدم لنا المعالمَ الأثريةَ التى نراها شامخةً أمامنا فحسب، ولكن أيضًا قدمت مبادئ السعى وراء المعرفة وفنون العلاج، فقد نبغ المصريون القدماء فى العديد من المجالات، كان أبرزها الطب، إذ تركوا بصمةً تشهدُ لهم فى كل تخصص من تخصصاته، حتى يُعتقد أن مفهوم الصحةَ والرعاية الطبية بدأ مع نشأة الحضارة الفرعونية.

وتابع وزير الصحة والسكان، أن مصر تمضى قدمًا فى هذا الإرثْ من الرعايةِ الصحيةِ والابتكار، وهو ما يتم الاحتفال به اليوم، لتكون هذه الوثيقةَ التاريخية بمثابة برديةً جديدة تضاف إلى تاريخنا العظيم، وتذكرنا بحكمة أسلافنا، الذين آمنوا بأن الصحة هى أعظم كنز على الإطلاق.

واستعرض وزير الصحة والسكان رحلة مصر مع “فيروس سي” من قائمة الدول الأعلى فى معدل انتشار المرض لأول دولة فى العالم تحصل على الإشهاد الدولى لإكمال مسار القضاء عليه، وهى شهادةً على صمود الدولة المصرية والدعم اللامحدود المقدم من فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن الشعب المصرى عانى لعقودٍ طويلة من فيروس التهاب الكبد (سي) والذى أصبح من المشاكل الصحية المتوطنة فى مصر، فطبقًا للمسح الصحى الذى أُجرى عام 2008، تبين أن ١٠٪ من المصريين فى الفئة العمرية من ١٥-٥٩ سنة لديهم إصابة مؤكدة بالفيروس، الأمر الذى يعنى أنه كان لدينا فى ذلك الوقت فى تلك الفئةَ العمرية فقط 5 ملايين مصاب بإصاباتٍ مؤكدة تحتاج للاكتشاف والعلاج، وقد جعلتنا تلك المعدلات أعلى بلاد العالم فى معدل انتشار المرض.

وأكد الوزير، أن الدولة المصرية لم تقف مكتوفةَ الايدى فى ذلك الوقت، بالرغم من محدودية وسائل التشخيص وندرة خطوط العلاج، فعملت على تطوير ادلة العمل على مكافحة العدوى فى المنشآت الطبية، وتبنى الإجراءات الوقائية السليمة لنقل الدم وسياسيات الحقن الآمن، كما عملت على حوكمة الإجراءات وتوحيد الجهود لمواجهة المرض من خلال لجنة قومية ضمت خيرة علماء مصر فى مجالات الكبد والصحة العامة والوبائيات وتعاقب عليها عشرات العقول المضيئة، والتى رسمت لمصر والعالم طريق النجاة من هذا الفيروس، حيث أسست العقول المصرية استراتيجية موحدة للدولة المصرية فى مواجهة هذا الوباء الفتاك.

وقال “عبدالغفار” أن الدولة المصرية نجحت فى تكوين أول برنامج قومى للتشخيص والعلاج، وأنشأت شبكة من مراكز العلاج فى كافة المحافظات المصرية، تخطت ١٧٠ مركزًا مجهزًا بالكوادر الطبية والبنية التحتية والتجهيزات الملائمة، كما نجحت فى توفير العديد من الخطوط العلاجية الحديثة بأقل من ١٪ من سعرها العالمى، لتعطى للمصابين بالمجان. 

وأضاف، أنه ظل التحديات المحلية والإقليمية والعالمية، لم تهتز الإرادة المصرية فى مواجهة المرض، وتوفير كل السبل لمجابهته والقضاء عليه، حيث أطلقت مصر خطتها التنفيذية للوقاية وعلاج الفيروسات الكبدية عام ٢٠١٤، والتى شملت ستةَ محاور رئيسية تضمنت (تقوية أنظمة الترصد – وضمان مأمونية الدم – ودعم جهود وسياسات مكافحة العدوى – ورفع الوعى المجتمعى والصحى بالفيروسات الكبدية – وتكثيف جهود علاج الفيروسات والمضاعفات الناتجة عنها).

وتابع الوزير، أنه فى عام ٢٠١٦، تم اعتماد الجمعية العالمية للصحة، استراتيجية القطاع الصحى العالمية لالتهاب الكبد الفيروسى، والتى دعت الدول إلى القضاء على فيروس التهاب الكبد B وC كمشكلة صحة عامة بحلول عام ٢٠٣٠، وأعقب ذلك تحقيق مصر لقفزة نوعية فى مواجهة المرض، عن طريق توطين صناعة الأدوية المضادة للفيروسات بمصر منذ عام ٢٠١٦، والتى مكنت مصر من توفير ملايين الجرعات للمصابين والتوسع فى إتاحة فرص العلاج.

ولفت عبدالغفار، إلى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، أن أحد أهم أولوياته فى النهوض بالقطاع الصحى فى مصر، هو القضاء على فيروس “سي”، وتسخير كافة الإمكانيات والجهود الوطنية لدحر المرض وإنهاء معاناة الشعب المصرى من تبعاته. 

وتابع أنه فى أكتوبر عام ٢٠١٨، انطلقت المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس “سي”، تحت شعار “١٠٠ مليون صحة “، والتى نجحت خلال فترة لم تتجاوز الأشهر، فى الكشف على ٦٣ مليون مصرى فى الفئة العمرية ١٢ عاماً فأكثر، واكتشاف وعلاج ما يزيد عن 2 مليون من الإصابات المزمنة.

وأكد الوزير أن هذه المبادرة غيرت من مفاهيم الصحة العامة والأولويات الصحية وكيفية علاجها والتصدى لها، على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، كما أهلت مصر لكى تخطو خطواتها العملاقة نحو الإشهاد من منظمة الصحة العالمية.

ونوه الوزير إلى أن خدمات الفحص والعلاج شملت كافة الجنسيات من ضيوف مصر الكرام، وكذلك اللاجئين الذين تم علاجهم بنفس المعايير والقواعد كأشقائهم المصريين تمامًا، قائلاً “لأن مصر كانت من أوائل الداعمين لجهود الأمن الصحى الإقليمى والدولى، فقد أطلق فخامة الرئيس مبادرته التاريخية لعلاج مليون افريقى من فيروس “سي” والتى ما زالت تدعم الأشقاء فى قارة افريقيا بالكفاءات والخبرات المصرية ووسائل التشخيص والعلاج، وذلك للعام الخامس على التوالى، كما مهدت لنموذج تعاون ناجح ومستدام مع المركز الأفريقى للتحكم فى الأمراض، لبناء الكوادر الأفريقية فى هذا المجال”.

وأكد الوزير، أن اليوم نشهد إنجازًا فى بناء نموذج استدامة الخدمات المقدمة لمرضى الفيروسات الكبدية لتواكب أفضل ما وصل إليه العلم، ولنفتخر جميعًا بنجاحنا فى تحقيق العدالة والمساواة فى الوصول إلى أفضل الخدمات الصحية والعلاجات العالمية، ليس هذا فحسب، بل يتواصل بناء القدرات الوطنية والوصول بها إلى أعلى المستويات بالتعاون بين الخبراء المصريين وشركائهم من أفضل الجامعات ومراكز العلاج فى العالم لبناء منظومة قياسية متكاملة من التشخيص للعلاج.

وتوجه وزير الصحة والسكان بالشكر للوزراء والمسئولين السابقين، والآلاف من العاملين فى القطاع الصحى والذين شاركوا بحبٍ وتفانٍ فى تشخيص وعلاج الملايين من المصابين، كما تقدم بالشكر لعلماء مصر الأجلاء الذين ساهموا بعلمهم وإخلاصهم وتفانيهم فى صياغة الاستراتيجيات الفعالة وخطط العمل التنفيذية التى مكنتنا من القضاء على المرض، كما توجه بالشكر للشركات المحلية والعالمية التى دعمت توفير ملايين من وسائل التشخيص والعلاج، وكذلك الشركاء المحليين والدوليين الذين كانت جهودهم الداعمة لنا خير معين على هذا الطريق، كما أعرب الوزير عن شكره وتقديره لمنظمة الصحة العالمية والتى ضربت أروع الأمثلة على تنسيق الجهود بين مستوياتها الثلاثة ووزارة الصحة والسكان فى مصر للوصول إلى تلك اللحظة التاريخية.

ومن جانبه، هنأ الدكتور تيدروس أدهانوم مصر على حصولها على الإشهاد الدولى كأول دولة فى العالم تحصل على الشهادة الذهبية، مشيرًا إلى نتائج إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية “100 مليون صحة”، موضحًا أنه منذ عشر سنوات مصر كانت من الدول الأعلى فى فيروس سى والآن الدولة الأولى التى نعلن نجاحها فى القضاء عليه، من خلال فحص ٦٠ مليون مواطن وتقديم العلاج لملايين المواطنين بالمجان.

وقال “أدهانوم” إنه بفضل هذه المبادرة نجحت مصر فى خفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة 97% بين المواطنين، لافتًا إلى أن 80 مليون شخص فى العالم يعانون من الإصابة بفيروس سى، متمنيًا القضاء على هذا المرض فى جميع دول العالم، مثنيًا على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل الصحى والتزامه على جميع المستويات.

وأثنى “أدهانوم” على العرض المقدم من عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس، مشيرًا بعض الأمراض التى أصيب بها بعض قدماء المصريين مثل توت عنخ آمون وأخنتون ونفرتيتى، والثورة التى أحدثها الطب المصرى القديم لمحاربة هذه الأمراض.

وخلال فعاليات الحفل، استعرض عالم الأثار المصرى الدكتور زاهى حواس، رحلة الطب فى مصر منذ أكثر من ٤ آلاف سنة، حيث اتخذوا المصريين القدماء من ايمحتب كرمز للطب المصرى، وتم استخراج أول أدوات جراحية تم استخدامها فى العمليات الجراحية، والبرديات التى تم استخراجها وتبين الوصفات الطبية، مما يظهر عظمة مصر فى الطب منذ آلاف السنين.

Facebook Comments Box

شاهد أيضاً

مرايم الخير والتميز في ادارة الاعمال الانسانية

من ارقى انواع التميز الاداري هو التميز في ادارة الاعمال الانسانية أو الأعمال الخيرية .. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© Copyright %year%, All Rights Reserved